مترو الأنفاق… نموذج حضاري يُفتقد في مؤسساتنا

  




بقلم: الأستاذة رشا المالح 

مديره الاعلام


في قلب العاصمة، وبين ضجيج الحياة اليومية، يبرز *مترو الأنفاق* كواحد من أكثر المرافق العامة التي تُثير الإعجاب، ليس فقط بسرعته وكفاءته، بل بما يُقدمه من نموذج حضاري للنظافة والانضباط ، يُشعر المواطن أن هناك مؤسسات قادرة على التنظيم والاحترام.

منذ دخولك إلى إحدى المحطات، تلاحظ فورًا مستوى النظافة الذي يُضاهي كبرى العواصم العالمية:

 الأرضيات نظيفة

 الإرشادات واضحة

 العاملون ملتزمون

 سلال المهملات موزعة بعناية

 لا مكان للفوضى أو العشوائية


كل ذلك يُعكس من خلال *ثقافة مؤسسية صارمة* ، تُعلي من قيمة النظام، وتُطبق معايير دقيقة في التشغيل والصيانة، مما يجعل تجربة المترو يوميًا تجربة مريحة وآمنة لملايين الركاب.


 لماذا لا يُطبق هذا النموذج في مؤسسات أخرى؟


في المقابل، نجد أن كثيرًا من المؤسسات العامة تُعاني من غياب التنظيم، وتفتقر إلى الحد الأدنى من النظافة أو الانضباط.

السبب لا يعود إلى نقص الإمكانيات، بل إلى غياب الإرادة الإدارية، وضعف الرقابة، وعدم وجود ثقافة مؤسسية تُشجع على الالتزام.


فالمترو لا ينجح لأنه "محظوظ"، بل لأنه يُدار بمنهجية واضحة، ويُعامل المواطن باحترام، ويُحاسب المقصر، ويُكافئ المجتهد.


هل يمكن تعميم تجربة المترو؟


نعم، يمكن.

لكن الأمر يتطلب أن تُعيد المؤسسات النظر في طريقة إدارتها، وأن تُدرك أن المواطن يستحق خدمة نظيفة ومنظمة، وأن الاحترام يبدأ من التفاصيل الصغيرة من نظافة الأرضية، إلى وضوح اللوحات، إلى تعامل الموظف.

 دعوة للتغيير


إن نجاح مترو الأنفاق يجب أن يكون *نقطة انطلاق* ، لا استثناء.

يجب أن نُطالب بأن تُدار مدارسنا، مستشفياتنا، مصالحنا الحكومية بنفس الروح التي تُدار بها محطات المترو.

فالنظام ليس رفاهية، بل هو أساس النجاح، ومفتاح الثقة بين المواطن ومؤسساته.

مترو الأنفاق ليس مجرد وسيلة مواصلات… بل هو رسالة يومية تقول: "النظام ممكن، والنظافة ممكن، والاحترام ممكن."*

فهل نُصغي لهذه الرسالة؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محافظة شمال سيناء تنفذ خطة لتدريب ورفع كفاءة منسقى السكان بقرى واحياء و مدن المحافظة لمدة أسبوع من تاريخ 23 فبراير حتى 27 فبراير

لاس فيغاس تستضيف قمة Zoom Growth Summit لتعزيز التواصل الإنساني عبر منصتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي